كيف تقنع ملحداً أن الله موجود؟
هل الله موجود؟
أسئلة قمت بتحقيقها في نظريتي "نظرية القرني"
لقد حاولت جاهداً أن أضع بين يديكم نظرية أسميتها "نظرية القرني" لإثبات أن الله موجود ولتفنيد حجج من قال خلاف ذلك من الملحدين الكفرة وذلك اعتماداً على المنطق والأمثلة الحياتية الحالية التي يعيشها الجميع ويلاحظها. ولنقد النظرية ينبغي أن تكون على [email]
mu3ebaali@hotmail.com[/email]
النظرية:
لكل حادثة في هذا الكون مسبب قد يكون مرئي ملاحظ وقد يكون مخفي غير ملاحظ وتتفاوت قوى المسببات من مسبب لمسبب فتجد مسبب أكثر تأثير وتجد مسبب أقل تاثيراً.
ومن أمثلة أن لكل حادثة في هذا الكون مسبب
، الحادث المروري لا يحدث إلا بمسبب ومن أمثال مسببات الحادث المروري السرعة الزائدة والتجاوز الخاطيء وقطع الإشارة والنعاس وهي مسببات مرئية يمكن ملاحظتها وقد يكون المسبب مخفي غير ملاحظ كالسرحان والتوتر والتفكير في الماضي وزلاته والإنشغال بالهموم وهكذا ولكن لا يمكن أن يقال أن هذا الحادث حدث من غير مسبب لانه دون مسبب لن يحدث الحادث المروري فلكل حادثة مسبب.
مثال آخر: الموت، فلا يمكن للموت أن يحدث دون مسبب ومن أمثال مسبباته المرض و الحادث المروري والطعن بالأدوات الحادة و الرصاصة ونزيف الدم الخارجي والسقوط العالي وهي مسببات مرئية ملاحظة سببت الموت ومن المسببات المخفية غير الملاحظة النزيف الداخلي والسكتة القلبية وانعدام الإكسجين وهكذا ولكن لا يمكن أن يقول هذا الموت حدث من غير مسبب لأنه دون مسبب لن يحدث الموت فلكل حادثة مسبب.
مثال ثالث: ضياء اللمبة فهي حادثة حدثت بمسبب ومن امثال مسبباتها الاسلاك والمقابس إلخ بينما هناك مسببات آخرى مخفية هي الكهرباء والشحنات التي تجري خلال تلك المسببات، فلا يمكن أن نقول ضاءت اللمبة دون مسبب لأنها دون مسبب لن تضيء فلكل حادثة مسبب.
وفيما ذكرته من أمثلة دليل كاف أن لكل حادثة مسبب (وعليك أن تختلق حادثة وستجد مسبباتها) ولكن قد يقول مشكك لكن هناك حوادث حدثت بمحض الصدفة ولم يكن لها مسببات وأقول أن الصدفة ذاتها حادثة تحتاج إلى مسبب ولا يمكن أن تحدث الصدفة إلا بمسببات وبالمثال يتضح المعنى.
مثال: إيداع المال المدان في قارب وارساله عبر البحر دون قبطان ليصل صاحبة على الشاطيء الآخر، فقد يقول قائل أن هذه الحادثة حدث بمحض الصدفة كيف لقارب أن يسير في ذلك البحر الممتد ولا يخطيء طريقه نحو صاحب المال وأقول لماذا تركزوا على الحادثة بنفسها وتنعتونها بالصدفة وتنسون مسبباتها من دفع الرجل للقارب في البحر فلولا دفعه لما وصل المال فهو مسبب وتنسون دور الأمواج في تحريك القارب نحو الطريق الصحيح فلولا الأمواج لما وصل المال فهو مسبب وما سبق ذكره هي مسببات مرئية يمكن ملاحظتها ونسيتم المسبب المخفي الرياح الخفيفة التي توجه القارب في طريقه الصحيح فلولا الرياح لكان القارب شمالاً وصاحب المال جنوباً، كل هذه المسببات سببت الحادثة والمشككون يواجهون الحادثة نفسها ويصفونها بالصدفة.
مثال ثاني: ملاقاة الأب بابنه الضائع سبعة سنين في مطعم في دولة أجنبية، فقد يقول قائل أن هذه الحادثة حدث بمحض الصدفة كيف لأقارب أن يفترقوا مدة سبعة سنين ويلتقوا في مطعم في دولة أجنبية غير دولتهم وتناسوا مسببات الحادثة من سفر الأب والابن لنفس الدولة وهو مسبب مرئي ومن الجوع الذي اخرجهم إلى نفس المطعم وهو مسبب مخفي بل حتى لم يدركوا البصر الذي سبب التقائهما بل نسوا حتى المسبب (الذاكرة) التي ذكرتهم بصفة بعضهم بعضا وقالوا صدفة وجهلوا كل المسببات.
وقد يرى الإنسان حوادث ويجهل عن مسبباتها ويعود ذلك لمحدودية عقل الإنسان التي لا يمكن لها أن تصل لمسببات مخفية قد تكون غيبية بيد أنه مع كل هذا يؤمن في قرارة نفسه أن لهذة الحادثة لابد من مسبب ولكنه يخفى عليه. وبذكر ما سبق من الأمثلة فمن المنطق أن مقولة "لكل حادثة في هذا الكون مسبب" مقولة صحيحة.
ملاحظة هامة جداً:
لقد ارتكبنا في نظرتنا هذه خطأ فادحاً حين عممنا مقولة أن لكل حادثة في هذا الكون مسبب ونسينا أن هذه القاعدة تكسر في موضع وحيد لا تكسر في غيره وهو موضع منطقي. مثال يوضح ذلك، حين يموت سائق في حادث مروري نرى أن هذا الموت حدث بمسبب وهو الحادث المروري وتوقفنا عند هذا ولم نكمل، لماذا لا نتسائل عن مسبب الحادث وحين نجد مسبب الحادث نسأل عن مسبب مسبب الحادث وهكذا. فمثلاً مسبب الحادث (السرعة الزائدة) ومسبب السرعة الزائدة (التوتر والغضب) ومسبب التوتر والغضب (النقاش الحاد مع زملاء العمل) ومسبب النقاش الحاد مع زملاء العمل (عدم اكتمال بعض المهام) ومسبب عدم اكتمال بعض المهام (كسل احد الموظفين) ومسبب كسل احد الموظفين (عدم النوم الكافي) ومسبب عدم النوم الكافي (السهر) ومسبب السهر (الملل من النوم) ومسبب الملل من النوم (تفاعلات في العقل اقنعت العقل بأنه مكتفي نوماً) ومسبب التفاعلات (وجود الإنسان = فلولاه لما حدثت التفاعلات) ومسبب الإنسان (الطبيعة) ونجد أن عقلنا البشري توقف عند حد وهو الطبيعة ونجد أن الطبيعة هي المسبب الوحيد لهذا الكون. فلو أننا رأينا ما هو أعظم من الطبيعة لقلنا أن هناك مسبب جديد ويتبادر الذهن حول مسبب المسبب الجديد إلى أن نصل إلى مسبب هو المسبب الأساسي في هذه الحياة، وفي هذه الحالة لا أرى سوى الطبيعة. وهذه المشكلة ليست مشكلة الملحد الذي لا يؤمن بوجود تلك القوة التي نسميها ((الله)) ولكنها مشكلة عقله البشري المحدود الذي لا يمكن أن يؤمن بتلك القوة المخفية. ولكنه مع هذا لابد أن يؤمن بالمسببات والقوى المخفية وفقا للقاعدة "لكل حادثة في هذا الكون مسبب" كما يفعل الوليد الذي يولد وهو أعمى يؤمن أن هناك طبيعة وكون وليل ونهار ولكنه لا يراها ويعايشها ولكنه مؤمن بوجودها رغم غيبيتها عن نظره وتصوره فلا يستطيع أن يتخيل شكلها ويتصور خلقتها ورغم كل هذا فهو مؤمن بوجودها.
هل الطبيعة هي المسبب الأساسي لهذه الحياة.
قلنا وأكدنا في أول حديثي ان المسببات تتفاوت وبكونها تتفاوت فهناك مسبب أقوى ومسبب أضعف ولكنها مع قوتها وضعفها تسبب شيئاً. فالمنطق يؤكد أن سنة الحياة أن بعض الأجناس تتفاوت في قوتها وفعاليتها وما يثبت هذه النظرة هذا المثال: الناس في مجال القوة، نجد أن الناس تتفاوت بقواها عن بعضها فنجد رجل أقوى من الأخر ونجد إمرأة أقوى من الثانية ولكن نجد أن هناك رجل هو الأقوى. فإن قلنا أنه هو الأقوى فهذا يبدد مبدأ المقارنة من عقل الإنسان فلن يقارن البشر إذا سمعوا بكلمة "الأقوى" لأنهم يعوون جيداً أن المقارنة تأتي بين رجلين (من أمثلة المقارنة: رجل أقوى من رجل) ولكن حين يقال "الأقوى" فهذا يعني رجل واحد. فهذا المنطق يجرنا إلى التساؤل هل الطبيعة الأقوى أم أن هناك ما هو أقوى منها؟ واستعد معي أخي لهذه الصدمة العظمى فإننا نعلم ويعلم جميع الملحدين أن نظريتهم الملاحدة الأساسية تقول "أن الطبيعة انشطرت"
وماذا تعني مقولة " أن الطبيعة انشطرت" ؟، تعنى أن هناك ما هو أقوى منها في القوة، فلو كانت هي الأقوى لما كان هناك ما يقارن بها ولما كانت انشطرت، وكونها تنشطر فهذا يدل على أنها ضعيفة واهنة غير صلبه وذلك أن هنالك مسبب أقوى قام بشطرها. قد يقول قائلا انها هي التي شطرت نفسها بنفسها فسيتبادر إلى أذهاننا سؤالاً مفاده: وما المسبب الذي جعلها تنشطر؟ قد يقول قائل تفاعلات سببت انشطارها. لكن أين مسبب التفاعلات ومالذي اعطاها تلك التفاعلات (هل هي الصدفة)؟ فمقولة أن الطبيعة هو الأقوى لا يمكن أن تصدق لأن هناك قوة كانت أقوى من قوة الطبيعة وسببت انشطارها.
من هو مسبب القوة ((الله))؟
إلى الآن نجد أنفسنا انتقلنا من مرحلة الطبيعة إلى مرحلة القوة التي يزعم المسلمين أنها "الله" ونرى أن العقل البشري وقف عند هذه القوة بإعتبارها هي الأقوى والأعظم. وقد يتسائل الملحد في نفسه من هو مسببها ناسيا أن تلك القوة لم تتأثر على مر السنين ولم يأتي عالماً يتحدث عن تلك القوة وذلك لمحدودية عقل الإنسان، فسبب توقف الناس عند الطبيعة هو عقل الإنسان الذي به يلاحظ الطبيعة ويعايشها والذي بها اشعل نظرية ان الطبيعة هي الأصل. وحين نقول أن هناك قوة مخفية ((الله)) هي أصل الطبيعة والمخلوقات والإنسان توقف العقل البشري عن الخوض فيها لعدم مقدرته بالحديث عنها وتصورها وهو في قرارة نفسه يقول أن الطبيعة تطورت من حال إلى حال ولم يثقل نفسه بأعباء مشكلة مسبب تطور الطبيعة المنشطرة واعتبرها بأنها مسبب نفسها بنفسها وهو شيء متناقض إذ ان لكل حادثة مسبب. ولا يمكن للعقل البشري أن يعمم "لكل حادثة مسبب" لان هناك مسبب وحيد فريد وقف دون مسبب وهو منطقي وشرحته سالفاً وسأعيده في هذا المقال. والملحد قد يؤمن وقد لا يؤمن في قرارة نفسه بأن هناك مسبب أعظم وأقوى ولتنفيد حجته نقول لو لم يكن هناك مسبب أساسي أوجد الطبيعة لما وجدت الطبيعة ولا الكون ولا المخلوقات، فإن الكون بدون مسبب يعتبر لا شيء لانه لم يجد ما يسببه ويجعله شيئاً؟؟؟؟؟؟؟؟ وهو الآن شيئاً ملاحظاً وهذا متناقض. فعدم وجود المسبب يقتضي عدم وجود الحادثة فإن زعمنا أن الكون الذي هو حادثة كان لاشئ فإننا سنسأل عن المسبب الذي جعله شيئا. فإن لم نجد في عقولنا مسبب للكون فإنه يتطلب منا أن نؤمن أن الكون قبل بلايين السنين لم يكن شيئا والعالم كان صفراً ولكن هذا الكون ظهر من تلقاء نفسه دون مسبب (بمحض الصدفة) وهذا يستحال في علم المنطق. ومن المستحيل في علم المنطق أيضا أن لا يكون هناك مسبب فريد أساسي قام بنفسه ولم يحتاج إلى مسبب آخر، فالمنطق يقول أن حقيقة لا يوجد مسبب أساسي (دون مسبب أخر أقوى واعظم) يقتضي أن العالم لاشيئ والعالم الآن شيئ وهذا متناقض. فتلك القوة التي نؤمن بها بأنه الله ربنا وربكم هي المسبب الأقوى لهذا الكون وهو المسبب الأساسي الأعظم الأقوى الفريد الذي قام بنفسه ولم يحتاج إلى مسبب آخر.
فقد يصرخ صارخ ويقول ولكننا لا نؤمن بالغيبيات
لماذا لا تؤمن بأن هناك قوة أقوى من الطبيعة وهي غيبية وتؤمن أن اللمبة تضيء لك النور بالكهرباء وأنت لا ترى المسبب (الكهرباء)؟
لماذا لا تؤمن بأن هناك قوة أقوى من الطبيعة وهو غيبية وتؤمن أنك تعيش بالأكسجين وأنت لا ترى المسبب (الأكسجين)؟
وقد يجيب لكن العلم أثبت وجود الكهرباء والأكسجين اثباتاً مقنع وعلى أسس وآمنت به
حسنا! لماذا صدقت العلم في تلك الحالة ولم تصدقه حين قال أن الله موجود؟
قد يقول ولكن العلم حين يقول أن الله موجود لم يقوم على أسس مشفية وقواعد مقنعة بل يتحدث عن أمور متوقعة وغيبية وتحليلية؟ حسناً لماذا إذن تؤمن بأن الطبيعة أصل شيء (وليس الله) بينما العلم لم يثبت اثباتاً مقنعاً ولم تقوم على أسس مشفية وقواعد مقنعة وهي امور متوقعة وغيبية وتحليلية؟
الجواب: ليس شيئا إنما هي المكابرة والانفراد بالرأي.
اسأل الله العلي العظيم، من رفع السماء بلا عمد وبسط الأرض ونصب الجبال ومن بيده تصريف كل شيء لنا ولكم الهداية، فلولاه لما وفقت لكتابة هذا، واعلم اخي انك مخير في هذا الأرض من تكون ومن تعبد، فاختر لنفسك عاقبتك، وفي يوم القيامة (((((((((( لا تلومن إلا نفسك )))))))))))))
محبكم